الجمعة، 19 يونيو 2009

رحـله مـكوكيه الى المـريخ في الحـجاز (( سـرد منـطقي مخـتلف ))

( أيمن وعيد و مهدي وأنا في رحله مكوكيه الى المريخ في الحجاز )
...............................................................
*أيمن يسري فنان تشكلي عربي كبير
*عيد الخميسي من رواد الشعر السعودي الحديث
*مهدي الجريبي فنان تشكيلي سعودي من مكه
*أنا الكاتب السوري كاتب هذه السرد
*جمعية الثقافه والفنون في الطائف من أقدم الأماكن الثقافيه في المملكه العربيه السعوديه تضم كافةأنواع الفنون ( مسرح ,شعر, قصه, )
...............................................................
تصادف لقاء القمر والأرض على خط واحد بخسوف كياني في جده في ذلك اليوم من ( آمال ) " عمل سينمائي فني بصري"العمل التي نسجه ( أيمن يسري ) كمفهوم جديد للإبداع البصري لذلك الكائن الشفيف كغلالة ورديه يغلف كل من يعرفه بالرضى بأن الحياة مازالت بأمثاله بألف خير,فقد رتب كائني الشفيف الجميل لقائي مع كيان آخر رائع هو ( عيد الخميسي) ذلك المتموج بألوان الحياة بإحساسه الناضج والمتمرس بوعيه الرائج, وكان لقائي مع أدوات قلبه في جده بجانب (سيل ) المعلومات المقموع الموازي لشارع التحليه الذي يناضل للإحتفاظ بإسمه وتاريخه؟! خلف مسلخ بشري بقناع مستشفى؟!حاورتني بشاشة عيد عندما إنطلقنا في سحابه بيضاء في أول إمتداد رحابة مكه, وكنت دائماً أحس بذلك النبض المختلف عندما أتجه الى قلب مكه , نبض بألوان التجلي والروحانيه.وبت أنا وعيد نتجازب أعراف الصدق والصحافه برغم عداوتهما اللدوده الظاهره؟وأطراف الأدب والحياد برغم تنافرهما أحياناً , ومع مهارة عيد في القياده وحوارنا المفتوح شارفت مكه على عناقنا ولم نشعر بسائل الزمن المرواغ عندما انساب بغته.في ذلك اليوم عندما دخلت مكه وجدتها مختلفه لأننا لم نتجه الى محيط الحرم فلم تعد تلك المكتظه العابقه بالضجيج والسماحه , وكان لقائنا مع صديقهم المشترك الفنان ( مهدي الجريبي ) بجانب ملعب على أكتاف الشباب يلعب؟وقد وقعنا نحن الثلاثه كما الطيور على أشكالها؟ ولكن في شرك محبه,ثم ذهبنا سوياً الى لقاء كائني الشفيف أيمن حيث يقيم في تناغم الجمال والأرض والهندسه والتصميم ضمن عمله الحالي في بناء الحس الفني لسلسلة مباني تعانق جبال مكه فترى روعة الطبيعه وجمالية صنع الأنسان ,وكان هذا المكان يتماهى مع الغروب المحدد كإنزواء اليوم خجلاً مع لقائنا أيمن وجلاً , ويوازي شروق أرواح جمعتها أدوات الفن والأدب والمحبه فخلق لقاءً إستثنائياً , ثم تناول عيد بيده أول طريق الطائف (طريق السيل) وبات حوارنا مفتوحاً صادقاً فحمل في جنبيه السياسه كمرادف للبأس عندما بحت حنجرتي بإحتملات جدوى فداحة الحرب العربيه العربيه؟!فاللبناني يقتل اللبناني , والفلسطيني يحرق الفلسطيني , والعراقي يفجر العراقي , واحسرتاه ؟!ثم تحدثنا عن علاقة المثقف بالسلطه كعلاقة مضطربه ’ ثم قفزنا الى الأدب والفن النبيل ( وأقصد هنا الرسم والإبتكار بخلق الإبداع الجمالي ) ومرة أخرى لم نشعر بذلك السائل الزمني عندما يباغتنا نسبياً بإنتهاء صفحة لقاء تفاعلي عند وصولنا الى مركز جمعية الثقافه والفنون في الطائف وكانت بإستقبالنا قلوباً تهوى الضيافه بإبتسامةٍ رحبه لوجوه سمراء شذاها بطعم حلوى (الكاكاو) أو الشكولا , وبعد طقوس الترحيب الطيبه تناوبنا جلوساً في غرفه مليئه بالجوائز والتذكارات بحائط مغطى بصور كثيره لمشاهد مسرحيه تدل على براعة المسرحين والمصور , وبعد برهة مرت عجلى بدأت مراسم التجمع لذلك الحفل المحدد وأتجهنا أسراباً الى المسرح الرئيس وكان كبيراً تحفّه من جوانبه اللوحات الفنيه وفي أحد أركانه تموضعت مكتبه متواضعه صغيره جذبتنا أنا وأيمن وصرنا نختار مايناسبنا كطفلين في متجر الحلوى حتى أخذنا مقدار صندوق كبير يشق حمله , وكان من بين مقتنايتنا كتابين لعيد الخميسي ( كنا ) ( البوادي )والكثير غيرهم .ثم بدأت برامج وفقرات الحفل بعزف حجازي جميل على آلة القانون فترحمت على عالمنا الكبير المعلم الثاني للبشريه كتصنيف عالمي بعد أرسطو ( أبو نصر الفارابي ) فله يعود الفضل في إختراع هذه الآله الموسيقيه العظيمه, وله يعود المسمى الخيالي الأسطوري ( المدينه الفاضله) تلك المدينه التي قد نصادفها في الحياة الأخرى.وبعد أن توقف صوت إهتزاز الأوتار العذب تتابع برنامج الحفل الثقافي والفني بفقرات أخرى من إلقاء شعري حي لشباب في عمر الزهور ومطربين محليين ينشدون الصدق بالفطره أذكر أسم أحدهم (عبد العزيز الشيبي).ثم إلقاء قصيده لقاسم حداد والغريب أنها بصوت الشاعر الكبير أدونيس وعندها تذكرت ماقرأت عنه مؤخراً بأنه مرشح لجائزة نوبل للأدب منذ 17 عام وفي كل مره يقترب الى الحافه وخصوصاً في الدوره ماقبل الأخيره عندما صافحت الجائزه منافسه الوحيد المسرحي البريطاني (هارولد بنتر) المعروف بمواقفه السياسيه المناهضه لحكومته ولأمريكا و المثيره للجدل.وأخيراً هلت ملائكة نجم الحفل كائني الشفيف أيمن عبر عمله الإبداعي البصري المبتكر, وقد بدأت الفقره الرئيسيه للحفل بدراسه قدمها الأستاذ في جامعة الطائف (سامي الجريدي ) عن مفهوم الأبداع البصري فصال وجال خلالها شرقاً وغرباً , قديماً وحديثاً ولم يغادر شيئاً مفيداً إلا ونوه عنه ولا أدري لماذا عندما رأيته تصورته عقلاً ومفكراً كبيراً في جسد عصفور!! وقد تشرفت بمعرفته شخصياً بعد كلمته تلك وكان إنساناً ومثقفاً جميلاً, ثم لاح فاصل قانوني آخر لعزف ساحر وبعد ذلك جائت آماااااال أيمن المتفرده وكانت القاعه الكبيره لا تهدأ أبداً في كل فقرات الحفل لكنها عندما بدأ عرض أيمن تسمر الجميع وسكنت الحركات وهدئت القلوب وصارت قطرات الأمل مأوى للأبصار ومحطاً للأنظار وفي عتمة حصريه ألتجأ الناس اللى قطرات الأمل تلك التي تهفو و تسمو ( كآماااال رسمت للتائهين) كالنبض , كالدفق , كالحرق , كالشهب إذا تزواجت , وأدركت حتماً بأن ذلك الشيء المضيء قد عصف بأذهان الجميع بلا إستثناء مابين الرفض والذهول والقبول كحالة كل إبداع جديد بإشعال حراك إيجابي مزمن.وبعد أن أنتهى العرض أنتزع هدير ضرب اليدين ببعضهما العقول من السكون وتوالت فقرات الحفل تباعاً الى أن أنتهى كما تنتهي جميع الأشياء وكعادت تلك القلوب هناك التي تهوى الضيافه كفعل بديهي تمت دعوتنا الى وليمه مفتخره من اللحم والرز تلقفناه جيداً بعد تعب ذلك اليوم بوهن ساعات الصباح الأولى لليوم التالي(برغم عدم حبي لهذه الصنف الدَسِم).وكان مضيفنا رجل معطاء سكب مايعانيه من هموم ثقافيه وفنيه في قلوبنا على مأدبة الوليمه كما يسكب اللحم بقربنا طوال فترة الإغتذاء وأسمه (إبراهيم عسيري).وقد تعرفت على أشخاص طيبون كثر أذكر منهم ( علي الشقير) ذلك المصور المحترف الذي يملك عيني صقر ولو عرضت أعماله عالمياً ستحصد جائزة (بوليترز) أرفع جائزه تصويريه فقد رأيت أعماله في أحد أركان المكان,وبعد أن أدركنا الصباح عدنا كأربعة قلوب حاورت القمر ووضعت في صندوق حديدي متحرك؟!وكان المقود هذه المره بيد مهدي وطبعاً تحدثنا كثيراً في طريق السيل المربوط بمكه بسائل زمني قوامه حديثنا الشيق المتنوع وقد بدى التعب على أيمن لأنه لم ينم منذ أمس وبعد وصولنا لمنزله المؤقت ترجل وحمل كتبه المشتراة من مقر الجمعيه بعد أن أعطاني حصتي منها وعدت أنا وعيد ومهدي الى صندوق عيد المتحرك ورجعت معه بعد وداع مهدي الى جده كما ذهبنا ولكن بذكرى أخذت حيز من فراغ الذاكره ستلمع طويلاً مستقبلاً.
( كتب هذا النص بكل أعاصيره وإضطرابه بعد العوده من الرحله تلك مباشرةً في 29-5-2007 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق