قاسيــــون وغيمــة دمشقيــة
- وجودك في الزمن المكفن بالسواد يطوق عنق الرجاء بالياسمين ...
- ارسميني كيفما شئت واطلقيني من قلبك شعراً يسافر الى الله في كل أوان...
- لا تغادر عطرك فالوقت أمسى قاتلاً...
- ما يزال عطري الياسمين...
وما تزال عرائشي تلتف حول مقلتيك كل مساء...
- وأنا ألملم اشلاء الحياة وأحفر اسمك على صخرة الخلاص والاخلاص...
- زمن يدب فيه دبيب الموت ....
وطيفك يأبى الا ان يجللني بالاقحوان...
-انسجيني سماءً تطرزها النجوم...
واخلقي لي أعماراً أخرى اعيشها في عينيك موطني ...
- آه يامدينتي ... يامن حملت رفات الذكريات...
مشيت ورائي في موكب يلف الكون بالآهات...
كنت نعشاً حتى سكبت في اذنيّ نشيد البياض...
-تسكنني هذه الآهات وبياضك الشامخ يتغلغل في شراييني معانقاً بردى...
- صاحت مشيعتي : لا لن تكوني قرباناً للأمسيات!!-أمي الشآم :هل تسمعين نداءنا؟!
-نعم و الآن تعزفه في دمي لحناً يجعلني إلهاً باسقاً من ياسمين...
يظلك قلبك بالاغنيات ويدثرك باليقين...
-أمي الشآم: أنى تاه مركبنا فنحن مازلنا هذين العاشقين... والبحر قافية...
والى الغمام ترتفع اصوات المآذن والمحاجر والحناجر ...الله أكبر..
-ما لهذا الجمال يتداعى من ذاكرتك مثل شلال ذهب يصب في فمي ؟!
-يا أم تشرين وبنت اذار وموقد الروح في كانون ويا بوابة الانسان...
-قافلتي اليك تحج ياذاتي ويازادي ويافجري وياشمسي ويا أبدي ويا يومي ويا أمسي ...
ويا صمتي ويا همسي...
-حيّ الشآم تحية الانصات لحضرة التاريخ ...
-ولحروف اسمها اهدي ضياء العين... وحرقة الاكوان مهما ابتعدت تزأر في قلبي وفي روحي وفي جسدي ...
-إنقشيها على خصوبة جلدي واحفريها في ذاكرتي فداها الحياة ...
-مازلت اصلي لها في حضرة حضورك الليلي ولا ادري من اغادر فيكما..
شآمك أم ياسمينها...
حروفك أم قصيدتها...
طيفك أم ذاكرتها...
سفنك أم اشرعتها...
عروقك أم اوردتها...
نقائك أم بياضها...
هدوئك أم صفائها...
-إستوطني الثنائيات...
وإسكني كلينا الى الابد يازنبقة الروح...
-ولد الكلام على ضفاف روحك ياصغيري والنخل تسامق يتلمس صوت جبريل« فهزي اليك بجذع النخلة»..
-في اية واحة انت؟!.. والى اي فضاء بسموك تعبرين؟!
-في واحة اللغة وفضاء الحروف وعبق التجلي بين طيات الحياة..
-اذاً دعينا نعلوا ونحلق ونغدو كمشكاتين في ذاكرة الكلام!!-يا لسطوة الحروف في حزني !!
-غني الحنين صديقي ولا تبالي ...ففي حبها ازهر عمري والى قاسيون سريت بمهجتي... لا تكترث... أضن وراء ابوابها السبعة انتظاري ... فأنا لمثل هذا البوح قد احيا منذ التقينا وتعانقت فينا الحروف والشوق قلم حقول الحزن فانبجست من خفايا الروح اثنتا عشرة عيناً فلا تجف الدموع وترقد في مهجعها ثلث الليل الاخير....
-...........صمت
نشر هذا النص في الصحف الســوريه واللبــنانيه في بداية الشهر التاسع من عام (2007 )
